مقدمة ابن خلدون
كتاب العبر، تلخيص سريع
كتاب العبر، وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر، ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، لكاتبه العلامة ابن خلدون يقع في سبع مجلدات، كتب عام 1377، أكثرها شهرة هو المقدمة، حيث يجمع بين العديد من العلوم والأخبار وأحوال الناس والطقوس، حتى اعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع.
هذا أحد الكتب الرائعة التي أنصح جميع العرب ان يقرؤوه، وعيبه الوحيد الإطناب والإسهاب الشديد، وهي الصفة السائدة في كتب ذلك العصر. أحاول أن اختصر أكثر ما شدّني، علّه يكون حافزًا لكم لتقرؤوه.
قد رأينا من خلق السودان على العموم الخفة والطيش وكثرة الطرب فتجدهم مولعين بالرقص على كل توقيع موصوفين بالحمق في كل قُطر
لا حول ولا قوة إلا بالله، حتى في عام 1377؟
اعلم انه قد تبين في كتب الحكماء الناظرين في أحوال العالم ان شكل الأرض كروي وأنها محففوفة بعنصر الماء كأنها عنبة طافية عليه فانحسر الماء عن بعض جوانبها لما أراد الله من تكوين الحيوانات فيها وعمرانها بالنوع البشري
بعد البحث والقراءة أزلت سوء فهم كان راسخًا لدي أن اكتشاف كروية الأرض جاء متأخرًا وأن الكنيسة حاربته بشدة، لكن اتضح أن ذلك كان يخص مركز الكون وليس كروية الأرض. إذن، العرب الذين نزل عليهم القرآن كانوا على علم بذلك!
الترف والاقبال على الدنيا والعكوف على شهواتهم منها... حتى لقد ذهبت عنهم مذاهب الحشمة في أحوالهم فتجد الكثير منهم يقذعون في أقوال الفحشاء في مجالسهم ...
يقول عن أحوال أمته في ذلك الزمان، كيف إذا رأى حالنا؟ جلسة واحدة مع إلبسي أو العجوز الدكتورة تنسيك معنى الحشمة.
ان كل شرف وحسب فعدمه سابق عليه شأن كل محدث ثم ان نهايته في اربعة آباء وذلك أن باني المجد عالم بما عاناه في بنائه ... وابنه من بعده مباشر لأبيه فقد سمع منه ذلك وأخذه عنه الّا انه مقصر ... ثم اذا جاء الثالث كان حظه الاقتفاء والتقليد خاصّة فقصّر عن الثاني ... ثم جاء الرابع قصر عن طريقتهم جملة وأضاع الخلال الحافظة لبناء مجدهم واحتقرها وتوهّم أن ذلك البنيان لم يكن بمعاناة ولا تكلّف وإنما هو امر وجب لهم منذ اول النشأة ... فيبرأ بنفسه عن أهل عصبيته ... بما رُبّي فيه من استتباعهم وجهلا بما اوجب ذلك الاستتباع من الخلال التي منها التواضع لهم ... فيحتقرهم بذلك فينغصون عليه ويحتقرونه
هذا ما يراه ابن خلدون في أعمار الدول، وأن كل الأمم مهما علت لا بد لها من انهيار، ولك أن تقيس على من شئت من الأمم الحاضرة، تبدأ بثورة، ثم يأتي جيل يقلد أباه، ثم جيل يعزل نفسه عن حزبه الذي رفعه، وأخيرًا جيلًا يستعبد الناس وقد عزل نفسه تمامًا عن قوامة حكمه، وهو العصبية لقومه، أو ما يشابهه في عصرنا الحزب السياسي.
في ان المغلوب مولع أبدًا بالاقتداء بالغالب في شعاره وزيه ونحلته وسائر أحواله وعوائده
صدق!
الاندلس لما فسدت عصبيتها من العرب استواى ملوك الطوائف على امرها واقتسموا خطتها ... وانتزى كل واحد منهم على ما كان في ولايته وشمخ بأنفه وبلغهم شأن العجم مع الدولة العباسية فتلقّبوا بألقاب الملك ... وأمنوا ممن ينقض ذلك عليهم او يغيره ...
هذا ما حدث قبيل انتهاء الاندلس، أن اقتسموها الملوك الى اثنتي عشرة مملكة، وتنازعوا أمرهم بينهم، الجدير بالذكر، أن غرناطة، آخر الممالك سقوطا، صمدت خمسين ومئتي سنة، ياللتاريخ، لعب ولهو.
تلك الافعال للاقدمين انما كانت بالهندام واجتماع الفعلة وكثرة الايدي عليها فبذلك شيّدت تلك الهياكل والمصانع ولا تتوهم كما تتوهّم العامة ان ذلك لعظم اجسام الاقدمين عن اجسامنا في اطرافها واقطارها
يتحدث عما يدّعيه مؤرخو عصره أن من أنشأ الأبنية الأثرية انما كانوا ضخاما بذلك استعانوا، ولكن ابن خلدون يفنّد هذا الافتراض حين أشار أن الابنية القديمة لها أبواب وسقف تلائم أجسامنا، فلم يبني ضخام البدن بيوتا صغيرة لأنفسهم؟
لا يعدو في الغالب ثلاثة اجيال لأن الجيل الاول لم يزالوا على خلق البداوة وخشونتها وتوحشها من شظف العيش والبسالة والافتراس والاشتراك في المجد فلا تزال بذلك سورة العصبية محفوظة فيهم فحدّهم مرهف وجانبهم مرهوب والناس لهم مغلوبين والجيل الثاني تحول حالهم بالملك والترفّه من البداوة الى الحضارة ومن الشظف الى الترف والخصب ومن الاشتراك في المجد الى انفراد الواحد به وكسل الباقين عن السعي فيه ومن عز الاستطالة الى ذل الاستكانة فتنكسر سورة العصبية
يتدرّج ابن خلدون بوصف الأجيال المتعلقبة على الحكم وسبب انهيارها وكأن ذلك وصمة التاريخ على منتجاته، عبقرية ابن خلدون تجلت حين تعاقبت أجيال من بعده تحمل نفس الوصمة. يا ترى! هل يغيّر التاريخ وصمته لهذا الزمن أم نحن في صدد إصدار حديث لمنتج تاريخي قديم؟
من حجر السلطان والاستبداد عليه: اذا استقر المُلك في منبت واحد من القبيل وانفردوا به ... وتداوله بنوهم واحد بعد واحد بحسب الترشيح فربما حدث التغلب على المنصب من وزرائهم وحاشيتهم وسببه ولاية صبي صغير ... يترشح للولاية بعهد ابيه ... ويؤنس منه العجز عن القيام بالملك فيقوم به كافله من وزراء ابيه ... ويورّى بحفظ امره عليه حتى يؤنس منه الاستبداد ويجعل ذك ذريعة للملك فيُحجب الصبي عن الناس ... وهو بما عوده يغتقد ان حظ السلطان من الملك هو جلوس السرير واعطاء الصفقة وخطاب التهويل والقعود مع النساء... ووان اللحل والربط انما هو للوزير...
وهي الايام، تداول كما وصفها ابن خلدون قبل ٨٠٠ سنة. ان ذلك يبرهن ان وحدة لزمن في التاريخ طويلة جدًا. فإن كانت مئة سنة، يعني ان عشر سنوات ما هي الا عُشر وحدة زمنية تاريخية. التاريخ من هذا المنطلق فعلًا يعاد ويكرر! ويكأن ابن آدم لا يتعظ! وفي ذلك سلوى للمظلومين الذين ينتظرون الفرج، وللمغيرين الثائرين، أن يصبروا ويصابروا، فما الفرج الا صبر عشر سنين.
قال صلى الله عليه وسلم سيروا على سير أضعفكم، ومن هذاالباب اشترط الشارع في الحاكم قلة الافراط في الذكاء ومأخذه من قصة زياد بن ابي سفيان لما عزله عمر عن العراق وقال له: لمَ عزلتني يا امير المؤمنين، ألعجز ام لخيانة؟ فقال عمر: لم اعزلك لواحدة منهما ولكني كرهت ان احمل فضل عقلك عن الناس. فأخذ من هذا أن الحاكم لا يكون مفرط الذكاء والكيس مثل زياد بن سفيان وعمرو بن العاص لما يتبع ذلك من التعسف وسوء الملكة وحمل الوجود على ما ليس في طبعه... ان الكيس والذكاء عيب في صاحب السياسة لأنه افراط في الفكر كما ان البلادة افراط في الجمود، والطرفان مذمومان ...
ان هذا يسهل علي حياتي! كنت اقول لو اني في مكان حكم، لأمشيت الناس على عجين لا يلخبطونه! الصحيح ان الحياة علمتني ان البشر ليسوا ميالين للقيم المطلقة والافراط في الاتقان، وان القليل من كل شيء يرضي الاغلبية. كنت اتذمر كثيرًا من اسلوب السواقة في شوارع عمان، حتى عشت في استراليا! اكتشفت ان المرونة والتساهل وعدم طلب الاتقان المطلق اشياء محمودة ولا تضر. لكني لست من هؤلاء. انا ممن لا يلخبطون العجين! للاسف!
... ثم أفضى الامر الى بنيهم فأعطوا الملك والترف حقه وانغمسوا في الدنيا وباطلها ونبذوا الدين وراءهم ظهريا فتأذن الله بحربهم وانتزاع الامر من أيدي العرب جملة وأمكن سواهم والله لا يظلم مثقال ذرة. ومن تأمل سير هؤلاء الخلفاء والملوك واختلافهم في تحري الحق من الباطل علم صحة ما قلناه.
فلا تغنّوا بأسلاف مضت، لهم ما عملوا ولكم أعمالكم.
نرقّع دنيانا بتمزيق ديننا -- فلا ديننا يبقى ولا ما نرقّع
يقول هذا ولم يعرف ايام الاستعمار الاوروبي والامريكي والغزو الفكري، وقبل التلفاز والانترنيت والتواصل العالمي ... و ١١ سبتمبر! الذي من بعده اصبح رأي العالم في تعدد الزوجات عند المسلمين أهم بكثير من رأي المسلمين انفسهم بغزو العراق. واصبحت عبارات مثل: ليس كل المسلمين سيئين! تردد على مسامعنا من ابغض خلق الله علينا واقربهم الينا على سواء. مالذي فعلناه؟ كيف يستقيم حالنا ان كنا نمضي نصف الوقت اعتذارًا؟
ثم قال لي لم تشربون الخمر وهي محرمة عليكم في كتابكم فقلت اجترأ على ذلك عبيدنا وأتباعنا
والله في عالمنا اجترأ عليه أراذلنا، من اصحاب المال والنفوذ والسمعة الرديئة، فسكتنا عنه! لا أعلم كيف سكت الاعراب اهل البادية عن ملوكهم يوم رؤوهم يشربون ويقامرون ونسائهم يظهرون على الاجانب، وهم يحرمون ذلك على انفسهم ايّما تحريم.
... وقوع الغلب في الحروب غالبا عن اسباب خفية غير ظاهرة ووقوع الاشياء عن الاسباب الخفية هو معنى البخت، فاعتبره وتفهم من وقوع الغلب عن الامور السماوية كما شرحناه معنى قوله صلى الله عليه وسلم: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وما وقع من غلبه للمشركين في حياته بالعدد القليل.
البخت، اي الحظ! وما ابسط تفسيره له: البخت هو وقوع الاشياء عن الاسباب الخفية، فقط لا غير.
... ثم تتدرج الزيادات فيها بمقدار بعد مقدار لتدرج عوائد الدولة في الترف وكثرة الحاجات والانفاق حتى تثقل المغارم على الرعايا وتصير عادة مفروضة لأن تلك الزيادة تدرجت قليلا قليلا ولم يشعر أحد ... انما ثبت على الرعايا في الاعتمار لذهاب الامل من نفوسهم بقلة النفع اذا قابل بين نفعه ومغارمه... فتنقبض كثير من الايدي عن الاعتمار جملة فتنقص الجباية بنقصان تلك الوزائع منها، وربما يزيدون في مقدار الوظائف اذا رأوا ذلك النقص في الجباية ويحسبونه جبرا لما نقص حتى تنتهي كل وظيفة ووزيعة الى غاية ليس وراءها نفع... ويعود وبال ذلك على الدولة...
هذه الحال في كل العصور، البذخ والترف يغري الدولة لمزيد من الانفاق وتزداد الضرائب، ولكن كثرة الجباية تضعف الامل في النفوس ويقل الاستثمار، حتى تهلك الدولة! ويختم بقوله: ان أقوى الاسباب في الاعتمار تقليل مقدار الوظائف على المعتمرين، تنبسط النفوس لثقتها بإدراك المنفعة. فهل من معتبر؟
في الفصول التالية يربط ابن خلدون الانهيار الاقتصادي بعدة أمور، منها نقص عطاء الدولة، وتقشي الظلم، والواسطة!
في أن الهرم اذا نزل بالدولة لا يرتفع:
قد قدمنا ذكر العوارض المؤذنة بالهرم وبينا أنها كلّها أمور طبيعية لها واذا كان الهرم طبيعيا في الدولة كان حدوثه بمثابة حدوث الامور الطبيعية، كما يحدث الهرم في المزاج الحيواني والهرم من الامراض المزمنة التي لا يمكن دواؤها ولا ارتفاعها لما انه طبيعي
الغريب ان الامراض المزمنة يمكن دواؤها الا الهرم، داء بلا دواء.
وربما يحدث عند آخر الدولة قوة توهم أن الهرم قد ارتفع عنها، ويومض ذبالها إيماضة الخمود كما يقع في الذبال المشتعل، فإنه عند مقاربة انطفائه يومض ايماضة توهم أنها اشتعال وهي انطفاء ... ولكل أجل كتاب
هذا ما تعارف عليه عند العامة "بصحوة الموت." حين يحاول المصلحون تدارك الوهن بضخ الأمل، ولكن هيهات هيهات.
...ما يسخر منه من يشاهد أحوالهم لما انتحلوه من شارات الملك التي ليسوا لها بأهل انما دفعهم الى ذلك تقلص الدولة والتحام بعض القرابات حتى صارت عصبية وقد يتنزه بعضهم عن ذلك
حين تتقلص الدولة ويتعصب أهل القبيلة الواحدة لبعضهم وعلى قولة أهل البلد: صدّقوا حالهم، فأصبحوا يقلدون الملوك الكبار في أحوالهم حتى كانوا مصدرا للسخرية. حتى يأتي من ينزع الملك من أيديهم.
إعلم ان لغات اهل الامصار انما تكون بلسان الامة او الجيل الغالبين عليها او المختطّين لها ولذلك كانت لغات الامصار الاسلامية كلها بالمشرق والمغرب عربية وإن كان اللسان العربي المضري قد فسدت ملكته وتغير إعرابه والسبب في ذلك ما وقع للدولة الاسلامية من الغلب على الامم
وينتهي في هذا الفصل أن اللغة العربية الاصيلة قد انتهت وتوقف تعلمها في العراق... انتبه، هذا في القرن الرابع عشر! أي دونت نو وات هيز توكنج اباوت! هذا رجل عبقري صرف.
... المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء وأصل كل داء البردة... أن الجوع هو الدواء العظيم الذي هو أصل الادوية وأما قوله أصل كل داء البردة فمعنى البَردة إدخال الطعام في المعدة قبل أن يتم هضم الأول
ينسب هذه الحكمة للرسول صلى الله عليه وسلم خطأً، والأصح انها حكمة أول من قالها الحارث بن كلدة طبيب العرب، ولكن يستوي المعنى مع حديث نبوي: ما ملأ آدمي وعاء شرا من بطن. هذه حكمة طبية مفيدة جدا، أعتقد ان العلم سيثبت ان الامراض المستعصية مثل السرطان سببها شيء ما في عاداتنا الغذائية.
إن كانت تلك الصور متنزّلة من الروح العقلي المدرك فهو رؤيا وإن كانت مأخوذة من الصور التي في الحافظة التي كان الخيال أودعها إياها منذ اليقظة فهي أضغاث أحلام
يدخل ابن خلدون في تفسير الأحلام والرؤى وكيف أن من واجب المعبّر أن يعلم أحوال السائل قبل تفسيه الرؤى، وليس كما نفعل حضرتنا: ابعث رسالة حرف "ت" الى 99999 لتفسير حلمك!
في العلوم العقلية واصنافها: العلم الرابع وهو الناظر في المقادير ويشتمل على أربعة علوم وتسمى التعاليم أولها علم الهندسة وهو النظر في المقادير على الإطلاق إما المنفصلة من حيث كونها معدودة أو المتصلة وهي إما ذو بعد واحد وهو الخط أو ذو بعدين وهو السطح أو ذو أبعاد ثلاثة وهو الجسم... ينظر في هذه المقادير وما يَعرض لها إما من حيث ذاتها أو من حيث نسبة بعضها إلى بعض. وثانيها علم الأرتماطيقي وهو معرفة ما يعرض للكم المنفصل الذي هو العدد ويؤخذ له من الخواص والعوارض اللاحقة، و ثالثها علم الموسيقى وهو معرفة نسبة الاصوات والنغم بعضها من بعض... ورابعها علم الهيئة، وهو تعيين الاشكال للافلاك وحصر أوضاعها
كلام كبير! من قال أن العربية لا تصلح للعلم؟ علينا صلبه ورميه للكلاب.
يقال من أخذ نفسه بتعليم الحساب أول أمره إنه يغلب عليه الصدق لما في الحساب من صحة المباني ومناقشة النفس فيصير ذلك خلقا ويتعوّد الصدق ويلازمه مذهبًا.
أظنه يريد أن أهل الحساب يعتادون الامور المنطقية، والأخذ بأسباب حقيقية بدون فلسفة زائدة. لكن ليسوا كلهم سواء والله يا شيخنا.
اعلم أن الهندسة تفيد صاحبها إضاءة في عقله واستقامة في فكره لأن براهينها كلها بيّنة الانتظام جلية الترتيب لا يكاد الغلط يدخل اقْيِسَتها لترتيبها وانتظامها فيبعد الفكر بممارستها عن الخطأ وينشأ لصاحبها عقل على ذلك المهْيَع وقد زعموا انه كان مكتوبا على باب أفلاطون من لم يكن مهندسا فلا يدخلنّ منزلنا
شكرًا ابن خلدون! لست أندم على السنوات الخمس في شيء!
في أن الشدة على المتعلمين مضرة بهم، سيّما في أصاغر الوُلْد لأنه من سوء الملكة. ومن كان مرباه بالعسف والقهر من المتعلمين أو المماليك أو الخدم سطا به القهر وضيَّق عن النفس في انبساطها وذهب بنشاطها
هذه عبرة لمن يقولون عنهم: مربو أجيال. ولا أعني بهم تلك المدرّسة المجنونة التي تلاعبت بمشاعر طفل وصوّرته ونشرته على يوتيوب فخرًا! والمضحك في الموضوع أن آبائنا وأجدادنا لا ينفكون يتفاخرون بالقنوة التي نزلت على أجنابهم لتلقّي العلم، حين يستنكرون سوء تربية الجيل اللاحق. هي فلسطين ضاعت من قليل؟
كلام الإسلاميين من العرب أعلى طبقة في البلاغة وأذواقها من كلام الجاهلية في منثورهم ومنظومهم
لفتت نظري كلمة "اسلامي" وكيف استعملها. وكيف استعملتها سي ان ان في هذا الزمن.
الخاتمة
كتاب رائع، أروع ما فيه انه كتب من سبعة قرون، وكأنه يتحدث عن يومنا هذا. كتاب يتحدث عن كل شيء، وقرائته تبعث الأمل، والخيال الواسع. هذا القليل مما قرأته، وهناك فصول كثيرة، أنا على يقين أنكم ستحبون شيئأ ما فيه. أما أنا، فأعجبت بنفسي حين وصف المهندسين. :)